fbpx

السكتة الدماغية الأسباب التشخيص و العلاج

ما هي السكتة الدماغية؟

السكتة الدماغية هي متلازمة وعائية تتشكل بشكل مفاجئ و سريعة التطور نتيجة تغيرات مرضية في الدورة الدموية الدماغية ، و هذه التغيرات إما انسداد أو تمزق الاوعية الدموية الدماغية. تأتي السكتة الدماغية في المرتبة الثالثة كسبب للوفاة بعد أمراض القلب و السرطان ، وفي المرتبة الأولى كسبب للمرض.

تسمى السكتة الدماغية بمصلح الحادثة الوعائية الدماغية أيضاً.عند حدوث انسداد أو انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ يبدأ تموت خلايا الدماغ بسرعة. و يؤدي ذلك إما إلى إعاقة أو إلى الوفاة. و يُعَد الفالج الشقي هو النتيجة الأكثرشيوعاً للسكتة الدماغية. (1)

ما هو الفالج الشقي؟

هو متلازمة تتميز بخلل الوظيفة العصبية العضلية في أحد شقي الجسم نتيجة تغيرات مرضية في الدورة الدموية في الدماغ. و هناك أعراض لا تقتصر على الظهور في أحد شقي الجسم فحسب ، و إنما تؤثر على الجسم بالكامل، مثل ؛ الاضطرابات الحسية، اضطراب الإدراك ، اضطراب الكلام و ضعف التوازن .

ما هي عوامل خطر حدوث السكتة الدماغية؟

تنقسم عوامل خطر حدوث السكتة الدماغية إلى مجموعتين : عوامل خطر غير قابلة للتغيير وعوامل خطر قابلة للتغيير.

  • عوامل الخطر الغير قابلة للتغيير: مثل العمر أكبر من سن ال55 ، الجنس ، العرق و تاريخ العائلة.
  • عوامل الخطر القابلة للتغيير: و هي متعددة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري ، أمراض القلب ، ارتفاع شحوم الدم ، استخدام الكحول والتدخين ، عادات الأكل والسمنة ، تعاطي المخدرات والإدمان ، الخمول البدني ، فقر الدم المنجلي ، العلاج بالهرمونات و فرط التخثر. ومن الممكن السيطرة على هذه العوامل بهدف الوقاية.

أنواع السكتة الدماغية:

يمكن تصنيف السكتات الدماغية تحت عنوانين رئيسيين : إقفارية ونزفية.

السكتة الدماغية الإنسدادية أو الإقفارية.

وهي عدة أنواع:

  1. سكتة دماغية خثارية : هي الشكل الأكثر شيوعاً،حيث تشكل 40-55٪ من كافة حالات السكتة الدماغية. تتشكل في الشرايين الكبيرة. ويتطور المرض ببطء حيث تبدأ الحادثة عادة في الليل ، لذلك فإن الاضطرابات التي يتم اكتشافها في الصباح عادة ما تكون خثارية.
  2. سكتة دماغية صمية : تشكل 15- 30٪ من حالات السكتة الدماغية. وتحدث نتيجة انسداد الأوعية الدماغية بسبب خثرة أو جلطة دموية منفصلة من جزء آخر من الجسم. غالبًا ما تكون السكتة الدماغية الصمية لأسباب قلبية. 
  3. السكتة الدماغية الجوبية : تمثل حوالي 25٪ من حالات السكتة الدماغية. تتشكل في مناطق أصغر من 1 سم عند الشرايين الصغيرة الناشئة من الأوعية الكبيرة.  شائعة عند كبار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم أومرض السكري. تتحسن الحالات 85٪ تقريباً.  

و هناك ما يسمى بالنوبات الإقفارية العابرة : و يطلق عليها أيضاً “السكتات الدماغية الصغيرة” و هي إعاقة تدفق الدم مؤقتًا في جزء من الدماغ ، مما يتسبب في ظهور أعراض تشبه السكتة الدماغية تزول خلال 24 ساعة و تعد مؤشر خطر لحدوث سكتة دماغية. عندما يتدفق الدم مرة أخرى تتوقف الأعراض. يمكن اعتبار هذه الحالة إنذار لسكتة دماغية في وقت لاحق.

السكتة الدماغية النزفية

تشكل 10-15٪ من حالات السكتة الدماغية. و تنقسم إلى نزيف داخل المخ ونزيف تحت العنكبوتية. وهي أسوأ من السكتات الدماغية الإقفارية ، أهم أسباب النزيف هو ارتفاع ضغط الدم.

النتائج السريرية بعد السكتة الدماغية

العلامات السريرية للسكتة الدماغية تعتمد إلى حد كبير على المنطقة التي يغذيها الشريان المصاب. و تعتبر الأعراض السريرية فيما يتعلق بالشريان المصاب مهمة جدًا ، لكن المظاهر السريرية من حيث إعادة التأهيل هي أكثر أهمية بالنسبة لنا.

  • الاضطرابات الحركية : فقدان التحكم في الحركة مع تواجد توتر عضلي غير طبيعي. حيث يتميز الشق المصاب في الفترة الحادة بالرخاوة. بينما تبدأ مرحلة التشنج بعد فترة زمنية تتراوح من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. مع ظهور التشنج تبدأ أنماط التآزر في الطرف العلوي و السفلي من الشق المصاب.
  • الاضطرابات الحسية: حيث يتشكل خدران في الشق المصاب من الجسم مع فقدان الحس العميق ، فقدان الإحساس السطحي والإحساس بالألم و الحرارة.
  • فقدان القدرة على الكلام أو ما يعرف بالحبسة : وهناك ما يسمى بحبسة بروكا و حبسة فيرنيكه. حبسة بروكا أي الحبسة الحركية وهي ضعف وظيفة الكلام لكن وظيفة الفهم محمية نسبيًا. أما حبسة فيرنيكه أي الحبسة الحسية وفي هذا النوع على الرغم من أن المريض يتحدث بطلاقة ، إنما وظيفة الفهم هي الأكثر تأثراً.

المشاكل والمضاعفات الثانوية

  • التحددات و التشوهات المفصلية : و تتشكل التحددات بشكل كبير في مفصل الكتف و في حركة العطف الظهري في الشق المصاب بسبب التشنج أو الوضعيات الخاطئة .
  • التجلط الوريدي العميق : يتشكل في 30 % من مرضى الفالج الشقي.
  • اضطرابات نفسية : اكتئاب و قلق ، الاكتئاب لمدة طويلة قد يؤثر سلبا على برنامج إعادة التأهيل بالإضافة إلى اضطرابات النوم.
  • اضطرابات الأمعاء و المثانة: حيث تتشكل المثانة العصبية التشنجية أو المثانة مفرطة النشاط في مرضى الفالج الشقي. و قد يحدث سلس الأمعاء أيضًا مما بؤدي إلى خطر تشكل الالتهابات.
  • الألم : يعاني المرضى من فقدان إحساس الجانب المتأثر في المرحلة الحادة . و بعد بضعة أسابيع أو بضعة أشهر يبدأ الألم الشديد بدلاً من ذلك. و يزداد الألم مع لمس أو جس الشق المصاب.
  • مضاعفات الطرف العلوي: ألم الكتف ،خلع مفصل الكتف ،الكتف المتجمدة و ضمور انعكاسي ودي والتعظم الهاجر.
  • عسر البلع ، والعجز الجنسي ، ونوبات الصرع ، اضطرابات الإدراك البصري والاضطرابات السلوكية والفكرية.

إعادة تأهيل السكتة الدماغية

من الضروري البدء بإعادة التأهيل في أسرع وقت ممكن. يجب أن نبدأ بإعادة التأهيل في غضون 24-36 الساعة الأولى بمجرد استقرار حالة المريض في المرحلة الحادة.

أهداف المرحلة الحادة:

  • تنظيم توتر العضلات.
  • الحفاظ على المدى الحركي ومنع التشوهات.
  • منع حدوث المضاعفات.
  • تحسين الأنشطة الوظيفية المبكرة مثل الجلوس والوقوف والتنقل.
  • تحسين التحكم في الجذع وتوازن الجلوس.
  • استعادة أنشطة الرعاية الذاتية.
  • زيادة وعي الجسم وحركاته الإرادية واستخدام الجانب المصاب.

أهداف المرحلة التشنجية:

  • تقليل تأثير التشنج والحفاظ على التوازن مع مجموعة العضلات المضادة.
  • زيادة الاستخدام الوظيفي للجانب المصاب ، وتفعيل الحركات الانتقائية.
  • زيادة التوازن.
  • زيادة استقلالية المريض أثناء التنقل بالكراسي المتحركة أو الأجهزة المساعدة.

أهداف المرحلة المزمنة:

  • زيادة مهارات التحكم الحركي.
  • تحسين مهارات التنسيق لأنماط الحركة.
  • تحسين المشي الطبيعي وأنشطة صعود و نزول الدرج.
  • تحسين المهارات اليدوية.

إقرأ أيضاً: أعراض التهاب الفقار اللاصق وطرق العلاج

المناهج العصبية الفسيولوجية في إعادة تأهيل السكتة الدماغية

وهي تقنيات إعادة تأهيل عصبية عضلية يتم إجراؤها عن طريق تحفيز الهياكل العصبية والفسيولوجية. أكثر الطرق استخداما:

  1. طريقة مارجريت جونستون : المبدأ الرئيسي لهذه التقنية : الحصول على نغمة العضلات الطبيعية، تأهيل الحس و محاولة استعادة الوضع الطبيعي للجسم. حيث يوصي باستخدام جبائر الضغط التي لها تأثير مثبط على التوتر العضلي المتزايد.
  2. تقنية برونستروم : هدف هذه التقنية هو الحركة المبكرة و إظهار حركات التآزر ثم تفكيكها. حيث يوجد نوعين من التآزر ؛ تآزر العطف و تآزر البسط. يقسم برونستروم مراحل تحسن الفالج الشقي إلى 6 مراحل.
  3. تقنية بوبات : تستخدم هذه التقنية في مرضى إصابات العصبون الحركي العلوي مثل الفالج الشقي والشلل الدماغي. الهدف الرئيسي هو المشاركة الفعالة للمريض في العلاج. يعطي أهمية للوظيفة في اختيار التمرين. يقسم المرحلة العلاجية إلى 3 مراحل : المرحلة الحادة ، المرحلة التشنجية و مرحلة التحسن.
  4. تقنية تود ديفيز : تم تطويره على أساس مبادئ بوباث. يعطي أهمية للتماثل والتوازن في الحركات.
  5. تقنيات kabat , knott and voss : طوروا أساليب إعادة تعليم العضلات من خلال المنعكسات و تقنيات التيسير العصبي العضلي التحسسي (PNF).

طرق إعادة التأهيل القائمة على التكنولوجيا

هناك عدة تقنيات يتم استخدامها بشكل شائع مثل التنبيه الكهربائي ، الارتجاع البيولوجي ، التحفيز الكهربائي الوظيفي ، إعادة التأهيل الروبوتي ، الواقع الافتراضي ، إعادة التأهيل عن بعد والمزيد.

المناهج الحديثة المستخدمة مؤخراً

  • العلاج بالمرآة : يشاهد الشخص الصورة في المرآة أثناء تحريك الطرف السليم. وبالتالي ، فإن الملاحظات المرئية حول حركة الجانب المصاب تذهب إلى الدماغ. ينخدع الدماغ بالانطباع البصري بأن الطرف المصاب يتحرك. و هذا يحفز بالفعل مناطق الدماغ المسؤولة عن حركة الجانب المصاب. ويتم استخدام هذه التقنية بحالات أخرى مثل البتر و إصابات الأعصاب المحيطية.
  • علاج الاستخدام القسري : يتم عن طريق تقييد حركة الطرف العلوي السليم. أثبتت الدراسات أن هذه التقنية تزيد من مهارات الطرف العلوي المصاب وتسهل الحركة .(3)

إقرأ أيضاً: العلاج الفيزيائي بعد عملية الرباط الصليبي

المراجع

  1. Algun, C. (2014). Serebrovasküler Olay-inme Ve Rehabilitasyon. Fizyoterapi Ve Rehabilitasyon. 2. baskı. Nobel Kitabevleri. ss: 397-419
  2. Stroke: What You Need to Know .. WEBMD
  3. Effect of Modified Constraint Induced Movement Therapy on Improving Hand Function of Stroke Patients.. 3

التعليقات مغلقة.